للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وفي "صحيح ابن خزيمة" أيضًا عن ابن عباس مرفوع: "إن لهذا الحجر لسانًا وشفتين يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق" وصححه أيضًا ابن حبان والحاكم، وله شاهد من حديث أنس عند الحاكم أيضًا. كذا في "الفتح".

قال الحافظ: واعترض بعض الملحدين على الحديث السابق: فكيف سودته خطايا بعض المشركين، ولم تبيضه طاعات أهل التوحيد؟ !

وأجيب: بما قال ابن قتيبة: لو شاء الله تعالى .. لكان ذلك، وإنما أجرى العادة، بأن السواد يصبغ ولا ينصبغ، على العكس من البياض.

وقال المحب الطبري: في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة؛ فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد، فتأثيرها في القلب أشد، قال: وروي عن ابن عباس: إنما غيره بالسواد؛ لئلا ينظر أهل الدنيا إلي زينة الجنة، فإن ثبت .. فهذا هو الجواب.

قال القاضي عياض: قوله: (ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) إلي آخره، فيه: الاقتداء وترك الاعتراض على السنن بالعقل، وفيه أن تقبيل الحجر ليس عبادةً له، بل لله تعالى، وامتثالًا لأمره؛ كأمر الملائكة عليهم السلام بالسجود لآدم عليه السلام.

وشرع التكبير مع ذلك؛ إشعارًا بأن القصد به لله تعالى لا لغيره، والتحسين والتقبيح عندنا شرعيان لا عقليان، والعبادة منها ما عقل معناه ومصلحته، ومنها ما لا، فوضع الحجر لمجرد التعبدية وامتثال الأمر به، واطراح استعمال العقل، وأكثر أفعال الحج من هذا الباب، ولهذا جاء في بعض التلبية: (لبيك بحجةٍ حقًّا، تعبدًا ورقًا). انتهى من "إكمال المعلم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الحج، باب استحباب تقبيل الحجر، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب تقبيل الحجر،

<<  <  ج: ص:  >  >>