القميص مثلًا، أو كان ذلك قبل بلوغ أنس، أو قبل الحجاب، واستدل به على جواز لبس الحرير للنساء. انتهى من "الإرشاد".
ورواية معمر عن الزهري عن أنس أنه رأى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. شاذة؛ لأنه تَفرَّد بها معمرٌ عن الزهري، وأما غير معمر من رواة الزهري؛ كابن جريج والزبيدي وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم .. فقد قالوا: عن الزهري عن أنس أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قميص حرير سيراء.
قال الحافظ في "الفتح": والمحفوظ ما قال الأكثر، وفي أحاديث الباب دلالة على جواز لبس الحرير للنساء، سواء كان الثوب حريرًا كله أو بعضه. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية أصل هذا الحديث: البخاري في كتاب اللباس، باب الحرير للنساء، لكن بلفظ رأى أنس على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم برد حرير سيراء، وأبو داوود في كتاب اللباس، باب الحرير للنساء، لكن بلفظ: رأى أنس على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بردًا سيراء، والنسائي في كتاب الزينة، باب الرخصة في لبس سيراء باللفظ المذكور، وفيه أيضًا من رواية ابن جريج عن الزهري أنه رأى على أم كلثوم؛ كما قرر ذلك الحافظ في شرحه "فتح الباري" على الحديث.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة له في أصل الحديث، وإن خالفوه في بعض ألفاظه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث علي الأول.