أخذ بأيديهما (فوضعهما) جميعًا (في حجره) أي: على مقدم بدنه؛ أي: على فخذه الشريف (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله) تعالى فيما أنزل على رسوله (و) صدق (رسوله) صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن الله تعالى إلى أمته؛ يعني: قرأ قوله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}(١) لكم؛ أي: فاتنتان لكم، وشاغلتان لكم عن ذكر الله تعالى، وحاجزتان لكم عن الاستعداد للآخرة وإنما قلت هذا الكلام لكم؛ لأني لما (رأيت هذين) الولدين ساقطين على الأرض .. أعرضت عن الخطبة (فـ) أخذت بأيديهما و (لم أصبر) عن أخذهما ولم أتأخر (ثم) بعد وضعهما على حجره (أخذ) وشرع (في خطبته) ورجع إليها فأتمها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب الإمام يقطع الخطبة لأمر يحدث ثم يرجع إليها، والترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد، والنسائي في كتاب الجمعة، باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة، وأحمد في "المسند"، وابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك" في كتاب الجمعة، وقال: هذا حديث على شرط مسلم ولم يخرجاه، وهو أصل في قطع الخطبة والنزول عن المنبر عند الحاجة والضرورة، ووافقه الذهبي في "التلخيص".