وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عباس: (كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان) تثنية قبال - بوزن كتاب - وقِبالُ النعل: زِمامٌ بين الإبهام والتي تليها (مثني) - بفتح الميم وسكون المثلثة وتشديد التحتانية - اسم مفعول؛ من ثَنى الثلاثي، يقال: ثنى بين الشيئين؛ إذا جمع بينهما متعاكسين (شراكهما) بالرفع نائب فاعل لمثنى، مرفوع به على أنه نائب فاعل أغناه عن الخبر؛ لأنه مبتدأ ليس له خبر.
والشراك - بكسر المعجمة -: أحد سيور النعل يكون على وجهها؛ أي: على وجه النعل؛ أي: ظاهرها الذي يكون فوق ظهر القدم؛ وهي على صورة النعال المسماة الآن بـ (الشرقية) والشراك: الحبلان المتراكبان على ظهر القدم المبسوطان عليه؛ أولهما على أطراف الأصابع، وآخرهما تحت الكعبين.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد متفق عليه من حديث أنس المذكورِ بعده.
قال الحافظ في "فتح الباري"(١٠/ ٣١٢): سنده قوي، رواه الترمذي في "الشمائل " عن أبي كريب عن وكيع به (ص ٨٢)(١١) باب ما جاء في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (٧٧)، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(٨/ ٢٣١) عن وكيع عن سفيان مرسلًا.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شاهدًا من الحديث المذكور بعده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.