- بضم التاء وفتح الصاد وتشديد الفاء المكسورة؛ بدليل ما قاله فيما بعد - أي: رأيتك تَصْبَغُ (لحيتك بالورس) أي: تغير لونها بلون الورس؛ والورس: نبت معروف باليمن يصبغ به (فقال ابن عمر) في جواب سؤال عبيد: (أما تصفيري) وتغييري لون (لحيتي) بالورس .. (فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفر) أي: يغير لون (لحيته) بالصفرة، فلي أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك واحتجاج بفعله، فلست مبتدعًا.
قال النووي: والأظهر: كون المراد في هذا الحديث: صبغَ الثياب.
قال ابن عبد البر: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة إلا ثيابه، وأما الخضاب .. فلم يكن صلى الله عليه وسلم يخضب. انتهى.
قال السندي: قوله: "يصفر لحيته" قيل: إنه يغسل رأسه ولحيته بالزعفران ونحوه تنظيفًا وتطييبًا لا أنه يخضب قصدًا. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب اللباس، باب النعال السبتية وغيرها، ومسلم في كتاب الحج، باب الإهلال من حيث تنبعث الراحلة، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب في وقت الإحرام، والنسائي في كتاب الزينة، باب تصفير اللحية.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال: