للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيَ شَعَرٌ طَوِيل، فَقَالَ: "ذُبَابٌ ذُبَابٌ"، فَانْطَلَقْتُ فَأَخَذْتُهُ، فَرَآنِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ وَهَذَا أَحْسَنُ".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) وائل: (رآني النبي صلى الله عليه وسلم) أي: أبصرني (و) الحال أنه كان (لي شعر طويل) فوق العادة (فـ) لما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك .. (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذباب ذباب) مرتين تأكيدًا، قال في "النهاية": الذباب: الشؤم؛ أي: هذا الشعر الطويل شؤم؛ أي: قبيح، وقيل: الذباب الشر الدائم؛ أي: هذا شر دائم، ويقال: معناه: أصابك شر دائم.

قال وائل: (فانطلقت) أي: فذهبت من عنده صلى الله عليه وسلم (فأخذته) أي: أخذت ذلك الشعر الطويل؛ أي: قصصته وقصرته بالمقص (فرآني) أي: أبصرني (النبي صلى الله عليه وسلم) المرة الثانية (فقال) لي: (إني لم أعنك) - بفتح الهمزة وسكون المهملة وكسر النون - مضارع مسند إلى المتكلم؛ من عنى يعني بمعنى: قصد، مجزوم بحذف حرف العلة؛ أي: لم أقصد إياك بقولي: (ذباب) بل قصدت غيرك؛ أي: ما قلت ذلك الكلام لك، بل قلته لغيرك؛ والمقصود: أنه أخطأ في الفهم وأصاب في الفعل. انتهى من "العون" و"السندي"، أي: ما فهمت معنى كلامي ومقصودي به، ولكن وافقت الصواب في قص شعرك (وهذا أحسن).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الترجل، باب في تطويل الجمة، والنسائي في كتاب الزينة، باب الأخذ من الشارب، باب تطويل الجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>