وفيه: جواز نقش الخاتم، ونقش اسم صاحبه، وجواز نقش اسم الله تعالى عليه، والله أعلم.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس: (لا ينقش) ولا يكتب (أحد) منكم أيها المسلمون على خاتمه نقشًا (على) صورة (نقش خاتمي هذا) الذي اصطنعته لنفسي، وإنما منع أن ينقش أحد على نقش خاتمه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه إذا نقش غيره مثله .. اختلطت الخواتم وارتفعت الخصوصية، وحصلت المفسدة العامة، وقد بالغ أهل الشام فمنعوا الخواتم لغير السلطان، وقد أجمع المسلمون على جواز خاتم الفضة للرجال، وكره بعض علماء الشام المتقدمين لبسه لغير سلطان، ورووا فيه أثرًا، ولكنه شاذ مردود بالنصوص الصحيحة.
قال الخطابي: ويكره للنساء خاتم الفضة؛ لأنه من شعار الرجال، قال: فإن لم تجد خاتم ذهب .. فلتصفره بزعفران وشبهه، وهذا الذي قاله ضعيف أو باطل لا أصل له، والصواب: أنه لا كراهة في لبسها خاتم الفضة. انتهى "نووي".
ثم إذا نقش اسم الله تعالى عليه وجعله في شماله .. فهل يدخل به الخلاء ويستنجي بشماله؟ خففه سعيد بن المسيب ومالك وبعض أصحابه، وروي عنه الكراهة، وهي الأولى. انتهى من "المفهم".
والحامل له صلى الله عليه وسلم على اتخاذ الخاتم وهو السبب الذي ذكره أنس من أنه أراد أن يكتب كتابًا إلى كسرى وقيصر والنجاشي، فقيل له: إنهم لا يقرؤون كتابًا إلا مختومًا، فاتخذ الخاتم؛ ليختم به، هذا هو المقصود الأول فيه.