وسلم، أو ظنوا به صلى الله عليه وسلم الأمر الذي هو أسوغ وأجوز وأنسب فيه، وذالك بأن يُعتقد أن ذالك الحديث جاء به من عند الله تعالى لا من عند نفسه، وأن قوله صواب وحق ونصح واجب العمل به، وأهناه بالقصر هنا، وفي الأصل مهمز؛ لأنه اسم تفضيل من هنأ الطعام بالهمزة إذا ساغ أو جاء بلا تعب ولم يعقبه بلاء ومرض، لكن قلبت همزته ألفًا للازدواج والمشاكلة لما بعده؛ لأنه من المحسنات البديعية اللفظية.
(و) ظنوا به الأمر الذي هو (أهداه) أي: أوفق لهدايته وأليق لنظام شريعته، أو ظنوا به المعنى الأوفق لهدايته وشريعته المطهرة من الخرافات والبدع، (و) ظنوا به المعنى الذي هو (أتقاه) أي: أوفق وأنسب بكمال تقواه ونزاهته عن اتباع الهوى، وأتقى اسم تفضيل من الاتقاء على الشذوذ؛ لأن القياس بناء اسم التفضيل من الثلاثي المجرد، وهو مبني على توهم أن التاء حرف أصلي. انتهى من "السندي".
وهذا الأثر انفرد به ابن ماجه، ولكن ذكره في "سنن الدارمي" من طريق ابن عجلان (١/ ١٤٥).
ودرجته: أنه ضعيف منقطع (٢)(٢)؛ لأن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود، كما مر عن الدارقطني، ويغني عنه أثر على المذكور بعده، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف سابعًا لحديث المقدام بأثر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٨) - ١٨ - (٩)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري.