(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم، (القنطار) الواحد إذا كان جزاء العمل كبر الوالدين (اثنا عشر ألف أوقية) هذا الكلام مرتب على محذوف؛ تقديره: وقد يجازى الولد ببر الوالدين القنطار؛ وذاك القنطار اثنا عشر ألف أوقية، فـ (كلّ أوقية) منها؛ أي: واحدة منها (خير) أي: أعظم وأكثر (مما) يملأ (بين السماء والأرض) لو كانت جسمًا، فاغتنموا أيها الأولاد بر الوالدين؛ لتنالوا عليه هذا الأجر العظيم.
(وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) أيضًا: (إن الرجل) منكم أيها المؤمنون (لترفع) له (درجته) ومنزلته (في الجَنَّة) فوق ما يرجو منها بحسب عمله المصالح (فيقول) لمن عنده من الملائكة: (أنى) وجد لي (هذا) المنزل والمقام، وبأي سبب وعمل وجد لي؟ (فيقال) له من جهة الملائكة: هذا المقام وجد لك (بـ) سبب (استغفار ولدك لك) في الدنيا قبل لحوقه بك.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ولكن رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة أيضًا، ورواه البيهقي في "الكبرى" من طريق حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة به، والحاكم في كتاب النِّكَاح بنحوه عن أنس بن مالك، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ورواه ابن حبان في "الموارد"(ص ١٧٢) في كتاب المواقيت، باب القراءة في صلاة الليل، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
قال السندي: معنى الحديث: (القنطار) إذا كان جزاء العمل في الآخرة .. فهو هذا المقدار؛ يعني: اثني عشر ألف أوقية.