قوله:"الوالد أوسط أبواب الجَنَّة" قال القاضي: أي: خير الأبواب وأعلاها؛ والمعنى: أن أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجَنَّة، ويتوسل به إلى وصول أعلى درجاتها العالية .. مطاوعة الوالد ومراعاة جانبه.
وقال غيره: إن للجنة أبوابًا، وأحسنها دخولًا أوسطها، وأن سبب دخول ذلك الباب الأوسط هو محافظة حقوق الوالد. انتهى.
فالمراد بالوالد: الجنس؛ وهو كلّ من تسبب في ولادته، فيشمل الوالدة لا خصوص الأب.
أو المعنى: إذا كان حكم الوالد هكذا .. فحكم الوالدة أقوى، وبالاعتبار أولى.
قوله:"فأضع" الفاء فيه: للإفصاح؛ وأَضِعْ: فعل أمر؛ مِن أضاع يُضيع إضاعةً؛ أي: إذا عرفت ما قُلْتُه لك وأردتَ بيان حقيقة الأمر لك .. فأقول لك: إن شئت فَضَيِّعْ حقوقَ ذلك الباب بمخالفةِ والدك وتركِ طاعتك له فيما ينبغي فيه الطاعة، أو احفظ حقوق ذلك الباب بطاعةِ والدك فيما ينبغي فيه الطاعة. انتهى من "تحفة الأحوذي" بتصرف وزيادة.
قال السندي:(أَوْسَطُ) أي: سببٌ لدخول الولد مِن أحسن أبواب الجَنَّة، وقال السيوطي:(أوسطُ الأبواب) أي: خَيْرُها (فاضع) أمر؛ من الإضاعة، وليس المراد: التخيير بين الأمرين، بل المراد: التوبيخُ على الإضاعة، والحثُّ على الحفظ؛ مثل قوله تعالى:{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}(١)، قال السيوطي: ظاهره أنه من تتمة الحديث المرفوع، وفي رواية الطبراني أنه مُدْرَج من كلام الراوي. انتهى منه.