لدغته ولسعته فأقام، ثم مات بأرض الشام سنة خمس عشرة (١٥ هـ)، وقيل غير ذلك، رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة، لأن رجاله ثقات أثبات، ولكنه فيه انقطاع.
وفي "العون": قال المنذري: وأخرجه النسائي من حديث سعيد بن المسيب، ومن حديث الحسن البصري، وأخرجه ابن ماجة بنحوه من حديث سعيد بن المسيب، وهو منقطع؛ فإن سعيد بن المسيب والحسن البصري لَمْ يدركا سعد بن عبادة؛ فإن مولد سعيد بن المسيب كان سنة خمس عشرة، ومولد الحسن البصري كان سنة إحدى وعشرين، وتوفي سعد بن عبادة بالشام سنة خمس عشرة، وقيل سنة أربع عشرة، وقيل: سنة إحدى عشرة، فكيف يدركانه؟ ! انتهى من "العون".
فيجاب عنه: بأن الحديث من مرسل ابن المسيب، ومرسله بمنزلة المرفوع، يحتج به، أو يقال بأن مثل هذا الحديث لا يقال بالرأي، فهو بمنزلة المرفوع، فلا يقدح فيه الانقطاع، أو يقال بأن هذا الحديث له شاهد مرفوع من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه أبو داوود في "سننه" وفي آخره: (وأيما مسلم سقى مسلمًا على ظمأ .. سقاه الله عزَّ وجلَّ من الرحيق المختوم).
فهذا الحديث: إما صحيح بنفسه؛ كما قلناه آنفًا، أو صحيح بغيره، وإن كان سنده منقطعًا، كذا قالوا، والله أعلم.
(قال) سعد بن عبادة: (قلت) يومًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ أي) أنواع (الصدقة أفضل) أي: أكثر أجرًا؟ فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالي: أفضلها أجرًا (سقي الماء) للظمآن؛ إما لعزته في المدينة في تلك الأيام، أو لأنه أحوج الأشياء إليها عادة، وقيل: إنما كان الماء أفضل؛ لأنه أعم نفعًا في الأمور الدينية والدنيوية،