وقوله:(قد لطتها) أي: طينتها وأصلحتها (لإبلي) أي: لشرب إبلي منها (فهل لي من أجر) وثواب (إن سقيتها) أي: إن سقيت تلك الضالة مع إبلي؟
(فقال) لي في جواب سؤالي: (نعم) لك أجر في سقي تلك الضالة مع إبلك بلا طرد لها عن الماء؛ لأن (في) سقي (كل) دابة صاحبة (كبد حرى) أي: ذات كبد حارة، وهو كناية عن كونها حية .. (أجر) أي: ثواب.
قال السندي: قوله: (تغشى حياضي) أي: منزل حياضي ومحلها؛ طلبًا للماء (قد لطتها) أي: التي قد لطتها وطينتها لإبلي؛ من لاط حوضه؛ أي: طينه وأصلحه (ذات كبد) ككتف (حرّى) بألف التأنيث المقصورة.
قال في "النهاية": (الحرى) فعلى من الحر؛ وهي مؤنث حران؛ نظير عَطْشَى وعطشان، وهما للمبالغة؛ يريد: أنَّها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش.
والمعنى: أن في سقي كلّ ذي كبد حرى أجرًا.
وقيل: أراد بالكبدِ الحرَّى: حياةَ صاحبها؛ لأنه إنما تكون كبدُهُ حَرَّى؛ إذا كان فيه حياة؛ يعني: في سَقْيِ كلِّ ذي روح من الحيوانِ أَجْرٌ. انتهى منه.
* * *
وجملةُ ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستئناس، والثالث للاستشهاد.