وهذه فضيلة عظيمة لعائشة غير أن ما ذكر من تسليم الله على خديجة أعظم؛ لأن ذاك سلام من الله، وهذا سلام من جبريل.
(قالت) عائشة: فقلت له: (وعليه) أي: على جبريل (السلام) من الله (ورحمة الله) فزادت: (ورحمة الله) في ردها على جبريل، وهذا حجة لمن اختار أن يكون رد السلام هكذا بالزيادة، وإليه ذهب ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
والواو في قولها:(وعليه) عاطفة لسلام عائشة على سلام جبريل عليها، وزادت في ردها عليه الرحمة؛ لأن الزيادة في الرد مطلوبة؛ كما نص عليه القرآن الكريم، قولها:(وعليه السلام ورحمة الله) قال القاضي عياض: فيه أن سورة الرد هكذا، وهو اختيار ابن عمر رضي الله تعالى عنهما؛ كما مرت الإشارة إليه آنفًا، فإن اقتصر على رد مثل ما قيل له .. فليقل: السلام عليه.
قال النووي: وفي الحديث استحباب بعث السلام، ويجب على الرسول تبليغه، وفيه بعث الأجنبي السلام إلى الأجنبية الصالحة إذا لَمْ يَخَفْ ترتُّبَ مفسدة، وإن الذي يبلغه السلامَ يرد عليه.
قال أصحابنا: وهذا الرد واجب على الفور، وكذا لو بلغه السلام في ورقة من غائب .. لزمه أن يرد السلام عليه باللفظ على الفور، وفيه أنه يستحب في الرد أن يقول: وعليك السلام، أو وعليكم السلام بالواو، فلو قال: عليكم السلام، أو عليكم .. أجزأ على الصحيح، وكان تاركًا للأفضل.
وقال بعض أصحابنا: لا يجزئه وسبقت مسائل في بابه مستوفاة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الاستئذان، باب إذا قال: فلان يقرئك السلام، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل