(عن جودان) غير منسوب، ويقال: ابن جُودان، سكن الكوفة مختلف في صحبته، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثمِ من اعتذرَ إليه ... الحديثَ، وليس له سوى هذا الحديث، ويروي عنه:(ق)، والعباسُ بن عبد الرَّحمن بن ميناء، والسائبُ بن مالك، والأشعث بن عمرو.
قلتُ: قد أخرج له البَاوَرْدِي حديثًا آخر في وفد عبد القيس، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول ليس له صحبة، وقال ابن حبان في "الثقات": يقال: إن له صحبة، وذكره غالبُ مَنْ صنف في أسماء الصحابة فيهم، ولم يحكوا خلافًا في صحبته، لكن لما وقعد أبي داوود حديثه وفيه ابن جودان .. ذكره في "المراسيل".
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا مجهولًا؛ وهو جودان أو مرسل سقط منه الصحابي الذي رواه.
(قال) جودان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اعتذر) أي: من أظهر (إلى أخيه) المسلم (بمعذرة) أي: بما يكون له عذرًا في ترك مأمورات الشرع أو ارتكاب منهياته؛ كالنسيان والجهل (فلم يقبلها) أي: لَمْ يقبل معذرته منه .. (كان عليه) أي: على الذي أبي وامتنع من قبول عذر أخيه بسبب إبائه من قبول عذر أخيه .. خطيئة (مثل خطيئة صاحب مكس) الذي يأخذ العشور من الناس في السوق؛ والمكس: هو أخذ العشر مما باعوه في كلّ يوم في السوق؛ والماكس: هو العشار.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، وليس لجودان عند ابن ماجة سوى هذا الحديث، وليس له رواية في شيء من الكتب الخمسة، ورجال إسناده ثقات إلَّا أنه مرسل، أو فيه راو مجهول؛ وهو جودان؛ لأن أبا حاتم قال فيه: ليست له صحبة، وهو مجهول.