وهذان السندان - يعني: سند أبي بكر بن أبي شيبة وسند علي بن محمد - كلاهما من سداسياته، وحكمهما: الضعف؛ لأن فيهما زمعة بن صالح، وهو متفق على ضعفه.
قلت: وزمعة بن صالح وإن أخرج له مسلم، بل إنما روى عنه مقرونًا بغيره، وقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وأبو داوود والنسائي، وروى هذا الحديث أيضًا أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن زمعة مختصرًا، ورواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أم سلمة، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" هكذا، ورواه أحمد بن منيع في "مسنده" حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا زمعة بن صالح، فذكره بإسناده ومتنه.
قال المزي: قوله: (عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة عن أم سلمة) كما في "مسند أبي بكر بن أبي شيبة" هو خطأ، وفي كتاب أبي القاسم:(وهب بن عبد الله بن زمعة) وهكذا قال ابن حبان في "الثقات" بلفظ: (وهب بن عبد الله بن زمعة) بتقديم وهب على عبد الله.
وقال الذهبي في "الكاشف": قولهم: (وهب بن عبد الله بن زمعة) خطأ أيضًا، صوابه:(عبد الله بن وهب بن زمعة) كما في إسناد علي بن محمد بتقديم عبد الله على وهب، والصواب ما في إسناد علي بن محمد، وما في إسناد ابن أبي شيبة خطأ، والله أعلم.
(قالت) أم سلمة على كلا السندين: (خرج أبو بكر) الصديق من المدينة (في تجارة) أي: بسبب قصد تجارة؛ وهي تقليب المال لغرض الربح؛ أي: خرج من المدينة (إلى بصرى) - بضم الباء وسكون المهملة - مدينة مشهورة