الأول في الجاهلية (برة) فهي المرادة في حديث أبي هريرة هذا، لا زينب بنت أم سلمة، وإن كان حكمهما واحد (فقيل لها) فيما بين الناس: إنها (تزكي) وتفضل (نفسها) على غيرها؛ فلذلك سَمَّتْ نفسَهاب:(بَرَّةَ)؛ لأن هذا الاسم يدل على التزكية؛ لأنه في أصله اسم علم جنس لجميع خصال البر؛ كما أن فجار اسم علم للفجور، ولذلك قال النابغة الذبياني:
(فسماها) أي: فسمى برة بنت جحش (رسول الله صلى الله عليه وسلم "زينب") بنت جحش رضي الله عنها؛ فإن في اسم برة تزكية لنفسها وتفضيلًا لها على غيرها؛ بأنها فاعلة الخيرات كلها.
ومعنى زينب في الأصل: المرأة السمينة، يقال: زنب؛ من باب فرح؛ إذا سمن، والأزنب: السمين، وبه سميت المرأة زينب، أو من زنابي العقرب لزناباها، أو من الزينب؛ لشجر حسن المنظر طيب الرائحة، أو أصله: زين أب.
وزينب بنت أم سلمة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوها زناب - بالضم - انتهى " قاموس".
ويظهر من عبارة القرطبي أنه صلى الله عليه وسلم إنما غير اسمها؛ لكونها زوجته، أو ربيبته في بنت أم سلمة، وكره أن يكون في اسمها تزكية لنفسها، وكأن القرطبي يشير إلى أن مثل هذه الأسماء يجوز لغيرها التسمية بها إذا سمى بها تفاؤلًا، لا تزكيةً للنفس. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، باب استحباب تغيير الاسم إن أحسن منه، ومسلم في كتاب الآداب، باب استحباب