ذكر اسمها العلم:(عاصية) أي: لفظة عاصية (فسماها) أي: جعل اسمها العلم (رسول الله صلى الله عليه وسلم " جميلة ") أي: لفظة جميلة، قيل: لعله لم يسمها مطيعة مع أنها ضد العاصية؛ كراهة التنزيه وتوهم التزكية منه، وقال الأبي: ولعلها كانت كذلك جميلة. انتهى.
وفي "المرقاة": لعل تلك البنت سميت بها في الجاهلية، ويمكن ألا يكون من العصيان، بل من العيص، وهو - بكسر أوله - اسم للشجر الكثير الملتف، ويطلق على المنبت، ومنه: عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وهو أخو يعقوب وتوءمه؛ كما ذكرنا قصتهما في حالة ولادتهما في "الحدائق" وكأنه لما أبدلت الياء في عيص ألفًا؛ لمناسبة الفتحة، فتحت العين، ومنه: عمرو بن العاص، والعاص بن الأسود.
والحاصل: أن عاصية مؤنث العاص الذي هو معتل العين، لا مؤنث العاصي الذي هو معتل اللام، لكن لما كان يتبادر منه هذا المعنى .. غَيَّرها. انتهى.
لأن المسلم ليس من شأنه أن يكون عاصيًا.
قال القرطبي: تبديل النبي صلى الله عليه وسلم اسم عاصية إلى جميلة، والعاص بن الأسود بمطيع، ونحو ذلك .. سنة شرعية توقيفية، فلا ينبغي أن يبحث عنها، بل ينبغي أن يقتدى به فيها؛ فإنه كان يكره قبيح الأسماء ولا يتطير به، ويحب حسن الأسماء ويتفاءل به، وفي "كتاب أبي داوود": عن بريدة رضي الله تعالى عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملًا .. سأل عن اسمه، فإن أعجبه اسمه .. فرح به ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن كره .. رئي كراهية ذلك في وجهه) رواه أحمد (١/ ٢٥٧)،