والحديث مرفوع لا منقطع؛ لأن الاختلاف في صحبة أبي جبيرة لا يضر؛ لأن المثبت مقدم على النافي لما عنده من زيادة علم.
(قال) أبو جبيرة: (فينا) أي: في بني سلمة؛ كما هو مصرح في رواية أبي داوود (نزلت) أَخُصُّ (معشر الأنصار) آية قوله تعالى: ({وَلَا تَنَابَزُوا}) أي: ولا تتنادوا ({بِالْأَلْقَابِ})(١) أي: لا يسمي بعضكم بعضًا بالألقاب المختلفةِ السيئةِ المعنى، قال السندي: أي: ولا يدعو بعضكم بعضًا بالألقاب السيئة والأسماء القبيحة المعنى في مجامع الناس ومحافلهم، فيضحك بعضكم ببعض منها؛ أي: لا يدعو بعضكم بلقب يكرهه فتضحكون منه؛ وذلك أنه (قدم علينا) مهاجرًا إلينا (النبي صلى الله عليه وسلم والرجل منا) أي: والحال أن الرجل الواحد (منا) أي: من الأنصار (له) أي: لذلك الرجل (الاسمان) أحدهما: الاسم العلم والآخر اللقب (والثلاثة) الواو فيه للتنويع (فكان النبي صلى الله عليه وسلم) حين قدم علينا (ربما دعاهم) وناداهم (ببعض تلك الأسماء) والألقاب القبيحة؛ كبطة وحية (فيقال) أي: فيقول واحد منا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ناداه الرسول بالاسم القبيح: (يا رسول الله؛ إنه) أي: إن هذا الرجل الذي دعوته بهذا الاسم (يغضب من هذا) الاسم الذي ناديته به ويكرهه، فلا تدعه بهذا الاسم (فنزلت) آية قوله تعالى: ({وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ})؛ أي: لا يدع بعضكم بعضًا بالألقاب والأسماء القبيحة المعنى