للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَأَظْمَأْتُ نَهَارَكَ".

===

(عن) عبد الله (بن بريدة) بن الحصيب - بالتصغير فيهما - الأسلمي أبي سهل المروزي قاضيها، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس ومئة (١٠٥ هـ)، وقيل: بل خمس عشرة. يروي عنه: (ع).

(عن أبيه) بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة ثلاث وستين (٦٣ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه بشير بن المهاجر، وهو مختلف فيه.

(قال) بريدة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب) أي: على صورة الرجل المتغير اللون، قال السيوطي: هو المتغير اللون والجسم، لعارض من العوارض؛ كمرض أو سفر أو نحوهما.

وكأنه يجيء على هذه الهيئة؛ ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا؛ ليشهد له بعمله أو للتنبيه له على أنه تغير؛ كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن .. كذلك يتغير القرآن يوم القيامة إلى تلك الهيئة، لأجل السعي والاجتهاد في تحصيل درجة صاحبه حتى ينال صاحبه الدرجة القصوى في الآخرة.

(فيقول) القرآن لصاحبه: (أنا الذي أسهرتـ) ك جميع (ليلك) في الدنيا أي: منعتك النوم؛ بسبب القيام والصلاة بي طول الليل.

(و) أنا الذي (أظمأتـ) ك؛ أي: أشغلتك عن الشراب اللذيذ طول (نهارك) باشتغالك بتلاوتي.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو بكر بن أبي شيبة في

<<  <  ج: ص:  >  >>