للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عِظَامٍ سِمَانٍ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: "فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَؤُهُنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ .. خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظَامٍ".

===

اللام - هي الحوامل من الإبل إلى أن يمضي عليها نصف أمدها ومدة حملها، ثم هي عشار، والواحدة: خلفة وعشراء. انتهى "نووي"، وخص الخلفات؛ لأنها محبوبات عند المعرب، ولأن إيراد الحكم بالمثال بها أرسخ وأوقع في النفس. انتهى من "الأبي(عظام) الجسم (سمان) اللحم؟

قال أبو هريرة: (قلنا) معاشر الحاضرين في جواب استفهام الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعم) نحب ذلك يا رسول الله، فـ (قال) لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فثلاث آيات)، قال الطيبي: الفاء فيه؛ للإفصاح؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر؛ تقديره إذا تقرر عندكم ما قلتم من أنكم تحبون ما ذكرت لكم، وأردتم بيان ما هو أفضل لكم من ذلك .. فأقول لكم: ثلاث آيات (يقرؤهن أحدكم في صلاته) أي: أجرها (خير له) أي: لأحدكم (من ثلاث خلفات سمان عظام) لأن هذه من الباقيات الصالحات، وتلك من الزائلات الفانيات.

قال السنوسي: والحديث ورد على سبيل الطاعة للنفس وتنشيطها؛ بحيث يصطحب العقل والخيال على إيثار طاعة الله تعالى، وتستلذ النفس والجوارح بها أعظم من استلذاذها بالسعي في الحظوظ الدنيوية، وإلا .. فالحرف الواحد من القرآن والتسبيحة الواحدة .. خير من ملك الدنيا بحذافيرها. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، وأحمد في "المسند"، والدارمي في كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>