كذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عدي رضي الله تعالى عنه، رواه أحمد والترمذي.
وفي "المنهاج": قوله: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين" قال العلماء: والمراد: قسمتها من حيث المعنى؛ لأن نصفها الأول تحميد الله تعالى وتمجيده وثناء عليه وتفويض إليه، والنصف الثاني سؤال وطلب وتضرع وافتقار.
واحتج القائلون بأن البسملة ليست من الفاتحة بهذا الحديث، وهو من أوضح ما احتجوا به، قالوا: لأنها سبع آيات بالإجماع؛ فثلاث في أولها ثناء؛ أولها:{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
وثلاث دعاء؛ أولها:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، والسابعة متوسطة؛ وهي:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قالوا: ولأنه سبحانه وتعالى قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين ... إلى آخره، فلم يذكر البسملة مع ذلك، ولو كانت منها .. لذكرها.
وأجاب أصحابنا وغيرهم ممن يقول: إن البسملة آية من الفاتحة بأجوبة:
أحدها: أن النصف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة، هذا باعتبار حقيقة اللفظ.
والثاني: أن التنصيف عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة.
والثالث: معناه: فإذا انتهى العبد في قراءته إلى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وقال العلماء أيضًا قوله تعالى:(حمدني) و (أثنى علي) و (مجدني) إنما قاله؛ لأن التحميد: هو الثناء بجميل الفعال؛ والتمجيد: الثناء بصفات الجلال، ويقال: أثنى عليه في ذلك كله، ولذلك جاء جوابًا لـ (لرحمن