في دين الإسلام من فرائضها وسننها (قد كثرت علي) فلا أقدر على الإتيان بكلها في أول الأمر.
قال الطيبي: الشريعة: الإبل المورودة على الماء الجاري؛ والمراد: ما شرع الله وأظهره لعباده من الفرائض والسنن. انتهى.
قال القاري: الظاهر أن المراد بها هنا: النوافل؛ لقوله:(قد كثرت علي) - بضم المثلثة وبفتح - أي: غلبت علي بالكثرة حتى عجزت عنها؛ لضعفي (فأنبئني) من الإنباء؛ أي: فأخبرني (منها بشيء) قال الطيبي: التنكير في قوله: (بشيء) للتقليل المتضمن لمعنى التعظيم؛ كقوله تعالى:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}(١).
ومعناه: أخبرني بشيء يسير، مستجلب لثواب كثير، قال القاري: والأظهر أن التنوين لمجرد التنكير. انتهى.
قلت: بل الأظهر هو ما قال الطيبي، فتأمل.
(أتشبث به) من التشبث - بالشين المعجمة بعد التاء والثاء المثلثة أخيرًا - أي: أتعلق به واستمسك، ولم يرد: أنه يترك شرائع الإسلام رأسًا، بل طلب ما يتشبث به - بالشين المعجمة - بعد الفرائض من سائر ما لم يفترض عليه، قاله الطيبي.
فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الأعرابي: الذي ينبغي لك التشبث به هو أنه (لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عز وجل) أي: طريًا مُشْغَلًا قريب العهد منه، وهو كناية عن المداومة على الذكر.