للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

مخلوقاته؛ والخلق: مصدر بمعنى المخلوق، فيشمل الكل، وقال السيوطي: نُصِبَ على الظرف؛ أي: قَدْرَ عددِ خلقه. انتهى "مرقاة".

وقوله: "ورضا نفسه" أي: أُسبِّحه قَدْرَ ما يرضاه. انتهى من "التحفة"، وقال السيوطي: أُسبِّحه قَدْرَ رضاه عَمَّنْ رَضِيَ عنهم من النبيين والصديقين والصالحين. انتهى.

وقوله: "وزنة عرشه" أي: أسبحه بمقدار وزن عرشه، ولا يعلم وزنه إلا الله تبارك وتعالى. انتهى من "التحفة".

قوله: "ومداد كلماته" - بكسر الميم وبألف بين الدالين - مصدر مد الشيء يَمُدُّهُ مدًا ومدادًا؛ من باب شد؛ والمداد: مصدر كالمدد، يقال: مددت الشيء مدًا ومدادًا؛ وهو ما يكثر به الشيء ويزاد، كذا في "النهاية".

أي: أسبحه مثل عدد كلماته التي لا تَنْفَد، وقيل: قدر ما يوازيها في الكثرة في معيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبهه من وجوه الحصرِ والتقدير، وهذا تمثيل يراد به التقريب؛ لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن، وإنما يدخل في العدد كذا في "النهاية". انتهى "تحفة".

وقال القاضي عياض: المداد في الأصل بمعنى: الحِبْر الذي يَكْتُب به القلمُ، واستعماله هنا مجاز؛ لأن كلماته لا تنحصر بعدد ولا بغيره.

والمراد بهذا: المبالغة في الكثرة؛ لأنه ذكر أولًا ما يحصره العددُ الكثيرُ مِن عدد الخلق، ثم زنة عرشه التي لا يعلمها إلا هو سبحانه، ثم ارتقى إلي ما هو أعظم وعبر عنه بهذا اللفظ الذي لا يحصيه، وقيل: مداد كلماته: مثلها في العدد، وقيل: مثلها في أنها لا تنفد، وقيل: مثلها في الكثرة.

والأظهر أن ذلك كناية عن الكثرة، ليس أنها مثلها في العدد، ولا مثلها في

<<  <  ج: ص:  >  >>