(قال) عبد الرحمن: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) من منزله، وفي رواية أبي داوود:(قال) أي: عبد الرحمن: (انطلقت أنا وعمرو بن العاص) بن وائل السهمي الصحابي المشهور (إلى النبي صلى الله عليه وسلم) وفي رواية لأحمد: (كنت أنا وعمرو بن العاص جالسين)(فخرج)، وفي رواية لأحمد:(فخرج علينا)، وكذلك في رواية النسائي وابن ماجه، والظاهر من هذا السياق: أنهما كانا أسلما قبل ذلك. انتهى من "البذل".
أي: خرج علينا (و) الحال أنه (في يده) صلى الله عليه وسلم (الدرقة)، وفي رواية أبي داوود:(ومعه درقة) والدرقة -بفتحتين-: الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عصب، (فوضعها) أي: وضع صلى الله عليه وسلم الدرقة على الأرض؛ ليستتر بها عند قضاء حاجته، (ثم جلس فبال) مستقبلًا (إليها) أي: إلى الدرقة، أي: وضعها على الأرض، وجعلها ساترًا بينه وبين الناس، وفي رواية لأحمد:(فوضعها ثم جلس فبال إليه)، وفي أخرى له:(فاستتر بها فبال جالسًا).
(فقال بعضهم) أي: بعض الحاضرين في المجلس؛ أي: بعضهم لبعض، وفي رواية لأحمد:(فقال بعض القوم)، وكذا في رواية النسائي، فعلى هذه الروايات القائل لهذا الكلام الآتي بعض القوم لا هذان؛ أعني: عبد الرحمن بن حسنة وعَمْرًا، وأما ما ورد في بعض الروايات من لفظ .. فقلنا كما في حديث الباب، فنسبه إلى أنفسهم مجازًا؛ أي: قال بعضهم لبعض: (انظروا إليه) أي: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يبول) جالسًا (كما تبول المرأة) جالسة.