للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ؛ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ "، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ".

===

ومعنى (لا حول) أي: لا حيلة لي تعصمني من معصية الله (ولا قوة) تقويني على طاعة الله تعالى (إلا) إذا كانا حاصلين لي (بـ) معونة (الله) وتوفيقه سبحانه، يقال: ما لي حيلة ولا حول ولا محتال إلا بالله، وقيل: الحول: الحركة؛ أي: لا حركة لي إلا بالله.

وقال ابن مسعود: معناه: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله تعالى، ولا قوة على الطاعة إلا بعون الله تعالى. انتهى "أبي" مع زيادة وتصرف.

فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله بن قيس؛ ألا أدلك) أي: هذا أرشدك (على كلمة) هي كنز (من كنوز الجنة) قال أبو موسى؟ فـ (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (بلي) دلني عليها (يا رسول الله) فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أردت بيان تلك الكلمة .. فأقول لك: (قل: لا حول ولا قوة إلا بالله) ومعنى كون هذه الكلمة من كنوز الجنة: أن قولَها يُحصل ثوابًا نفيسًا يُدَّخر لصاحبها في الجنة.

وأخرج أحمد والترمذي عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد؛ مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة، قال: قلت: وما غراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ذكره الحافظ في "الفتح" (١١) (٥٠١).

قال النووي: قال العلماء: حكمة كونها كنزًا من كنوز الجنة؛ لأنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>