وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عمران القطان، وهو مختلف فيه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال): إنه (ليس شيء أكرم) وأحب وأعظم (على الله) أي: عند الله (سبحانه من الدعاء).
قال السندي: قوله: (أكرم) منصوب على أنه خبر ليس، و (على الله) أي: عنده؛ والمراد: أنه أكرم على ما سواه من العبادات القولية؛ لأن سوق كل شيء يعتبر في بابه، فلا يرد أن الصلاة أفضل العبادات البدنية، ولا يتوهم أنه مناف لقوله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(١)، كذا قيل.
قلت: والإشكال: إنما يكون بنحو: أفضل الأذكار قوله: لا إله إلا الله، وأحب الأذكار سبحان الله ... الحديث، ولا يزال الإشكال بكل ما قيل هنا من التأويلات؛ كما في "السندي" فلعل المراد بقوله: (أكرم) أي: أسرع قبولًا وأنفع تأثيرًا، والله أعلم.
ويمكن أن يراد بالدعاء: الدعاء إلى الله تعالى، فيكون المعنى: أكرم الأعمال هو الهداية إلى الله تعالى التي هي وظيفة الرسل والعلماء النائبين عنهم، وهذا معنى صحيح ولا يظهر فيه إشكال، تأمل.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء، وقال: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في كتاب الدعاء والتكبير، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.