للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَتْ، فَقَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ، رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيم، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْانِ الْعَظِيم، أَنْتَ الْأَوَّلُ

===

أي: مما سألتك (فقالت) فاطمة ما يأمرها علي بقوله؛ يعني: قولها: (أحب ما هو خير لي منه).

(فقال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان ما هو خير لها منه: إن كنت مريدة لما هو خير لك منه .. دعي واتركي طلب الخادم، و (قولي) في سؤال ربك: (اللهم، رب السماوات السبع) ومالكها وخالقها، وهو على حذف حرف النداء وكذا ما بعده (ورب العرش العظيم) وخالقه، وصفه بالعظم؛ لأنه أعظم المخلوقات، فهو بأن لا فناء له، ويا (ربنا ورب كل شيء) أي: يا مالكنا ويا مالك كل شيء من المخلوق، وفي رواية مسلم زيادة: ويا (فالق الحب) أي: يا شاق الحبة ومخرج السنبلة منها (و) يا فالق (النوى) ولب التمرة فيخرج منها نخلة.

ومنه القسم المشهور عن علي رضي الله تعالى عنه: (والذي فلق الحب وبرأ النسمة).

ويا (منزل التوراة) على موسى (و) منزل (الإنجيل) على عيسى (و) منزل (القرآن العظيم) بنسخه كل الكتب السماوية.

وفي رواية مسلم: (والفرقان) وفي رواية مسلم هنا زيادة: (أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته) وعلى هذه الرواية؛ فالجملة الفعلية جواب للنداءات السابقة؛ والمعنى عليها: أتحفظ بك من شر كل شيء من المخلوقات؛ لأنها كلها في سلطانك وأنت آخذ بنواصيها؛ فالأخذ بناصية الشيء .. كناية عن كونه في سلطان الآخذ وقبضته وتحت قهره.

(أنت) يا إلهي هو (الأول) أي: القديم الذي لا ابتداء لوجوده

<<  <  ج: ص:  >  >>