للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَنَجِّنَا مِنَ النَّار، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ قَالَ: فَكَأَنَّمَا أَحْبَبْنَا أَنْ يَزِيدَنَا، فَقَالَ: "أَوَلَيْسَ قَدْ جَمَعْتُ لَكُمُ الْأَمْرَ؟ ! ".

===

الأبرار (ونجنا) أي: سلمنا (من) عذاب (النار) وأليمها (وأصلح لنا شأ ننا) أي: أمرنا (كله) في الدين والدنيا والآخرة بالتوفيق لأرشد الأمور.

(قال) أبو أمامة: (فكأنما) نحن معاشر الحاضرين (أحببنا) أي: رجونا وتمنينا (أن يزيدنا) في الدعاء لنا على ما دعاه لنا؛ وقال بعضنا: زد لنا يا رسول الله في الدعاء لنا (فقال): أتطلبون الزيادة على ما دعوت لكم (أوليس) الشأن (قد جمعت لكم) في الدعاء (الأمر) والشأن كله دينه ودنياه وأخراه؟ ! بل يكفيكم هذا الدعاء؛ لأنه من جوامع الكلم وبليغها.

قال السندي: قوله: (لا تفعلوا كما يفعل أهل فارس) يدل على كراهة القيام للداخل، قوله: (أوليس) أي: الشأن (قد جمعت) على صيغة المتكلم، ويحتمل أن يكون للمؤنث؛ أي: قد جمعت هذه الكلمات أو تلك المقالة.

قلت: وكيف لا تجمع وقد ذكر في آخر دعائه (وأصلح لنا شأننا كله) فما بقي بعد ذلك من شيء؟ ! انتهى منه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم ورفعه: "إذا قام أحدكم من مجلسه، ثم رجع إليه .. فهو أحق به" قالوا: فلما كان أحق به بعد رجوعه .. ثبت أنه حقه قبل أن يقوم، ويؤيد ذلك ما رواه نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر). أخرجه الشيخان.

وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه .. لم يجلس فيه. أخرجه البخاري في الأدب بهذا اللفظ، وكذا أخرجه مسلم من رواية سالم عن أبيه.

قال الحافظ ابن القيم: رحمه الله تعالى وحديث ابن عمر هذا في

<<  <  ج: ص:  >  >>