صلى الله عليه وسلم للرجل السائل:(سل ربك العفو) من الذنوب (والعافية) أي: السلامة من المكروهات والشدائد (في الدنيا والآخرة، ثم أتاه) صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل (في اليوم الثاني فقال: يا رسول الله؛ أي الدعاء أفضل؟ ) أي: أسرع إلى الإجابة، فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيا: (سل ربك العفو والعافية) أي: السلامة (في الدنيا والآخرة، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال) له: (يا نبي الله؛ أي الدعاء أفضل؟ ) أي: أرجى عند الله، فـ (قال: سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فإذا أعطيت العفو) من الذنوب (والعافية) أي: السلامة من الآفات (في الدنيا والآخرة .. فقد أفلحت) أي: نجوت من المكروه، وفزت بالمطلوب.
وفي رواية الترمذي:(سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة) والمعنى واحد، قال الجزري في "النهاية": العافية: أن تسلم من الأسقام والبلايا؛ وهي الصحة؛ ضد المرض.
و(المعافاة): هي أن يعافيك الله من الناس، ويعافيهم منك؛ أي: يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك، وأذاك عنهم.
وقيل: هي مفاعلة من العفو؛ كما رواية ابن ماجه؛ وهو أن تعفو عن الناس وهم يعفون عنك. انتهى.
وقال في "القاموس": والعافية: دفاع الله عن العبد، يقال: عافاه من المكروه