وهو خاص بالله لا يسمى به غيره، وأما قول أهل اليمامة في مدح مسيلمة الكذاب:
سموت بالمجد يا بن الأكرمين أبًا ... وأنت خير الورى لا زلت رحمانا
فمن تَعَنُّتَاتِهم، ولذا رده بعضهم بقوله:
خبُثت بالخبث يا بن الأخبثين أبًا ... وأنت شر الورى لا زلت شيطانا
(الرحيم): هو المنعم لعباده بدقائق النعم؛ كقوة السمع وحدة البصر وحسن القد وبراعة الجمال؛ وهما اسمان مشتقان من الرحمة؛ مثل ندمان ونديم، وهما من أبنية المبالغة، ورحمان أبلغ من رحيم، ولذا فسر الرحمن بالجلائل، والرحيم بالدقائق، ولذا وصف بالرحيم غيره تعالى، فيقال: رجل رحيم القلب، ولا يقال: رجل رحمان.
(اللطيف): هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى مَنْ قَدَّرها له من خلقه، يقال: لَطَف به وله - بالفتح - يَلْطُف لطفأ؛ إذا رَفقَ به، فأمَّا لَطُف - بالضم - يلطف .. فمعناه: صغر ودق.
(الخبير) أي: العالم ببواطن الأشياء من الخِبْرةِ؛ وهي العلم بالخفايا الباطنة.
(السميع) أي: المدرك لكل مسموع.
(البصير) أي: المدرك لكل المبصرات.
(العليم) أي: العالم المحيط علمه بجميع الأشياء؛ ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها على أتم الإمكان، وفعيل من أبنية المبالغة.
(العظيم) أي: الذي جاوز قَدْرُه وجَلَّ عن حدود العقول حتى لا تتصور