وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه أبا جعفر المؤذن، وهو مقبول.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات) مبتدأ، سوغ الابتداء بالنكرة تخصصه بالإضافة، خبره قوله:(يستجاب لهن) أي: مستجابة عند الله تعالى (لا شك فيهن) أي: في استجابتهن، وهو آكد من حديث:(ثلاثة لا ترد دعوتهن) وإنما أكد به؛ لالتجاء هؤلاء الثلاثة إلى الله تعالى بصدق الطلب ورقة القلب وانكسار الخاطر.
إحداها:(دعوة المظلوم) على مَنْ ظلمه بأي نوع من أنواع الظلم، أو دعوته لِمَنْ يُعِينُهُ وينصُره أو يُسليه ويُهوِّنُ عليه، كذا في "المرقاة".
(و) ثانيتها: (دعوة المسافر) يحتمل أن تكون دعوته بالخير لمن أحسن إليه، وبالشر لمن آذاه وأساء إليه؛ لأن دعاءه لا يخلو عن الرقة.
(و) ثالثتها: (دعوة الوالد لولده) إن أحسن إليه، أو عليه؛ لإذايته وضرره، ولم يذكر الوالدة؛ لأن حقها أكثر، فدعاؤها أولى بالإجابة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب في دعوة الوالدين.
ودرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أم حكيم الخزاعية رضي الله تعالى عنها، فقال: