للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ فَيَقُولَ: "اللَّهُمَّ؛ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَ بِهِ"، فَإِنْ أَمْطَرَ .. قَالَ: "اللَّهُمَّ؛ سَيِّبًا نَافِعًا"، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَإِنْ كَشَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يُمْطِرْ .. حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ.

===

وقوله: (حتى يستقبله) و (حتى) فيه حرف جر وغاية؛ فأن مضمرة بعدها والفعل منصوب بها؛ أي: ترك ما هو فيه حتى يستقبل ذلك السحاب (فيقول) في دعائه: (اللهم؛ إنا نعوذ بك من شر) وضرر (ما أرسل به) هذا السحاب (فإن أمطر) ذلك السحاب .. (قال) النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللهم) اجعل هذا المطر (سيبًا) - بفتح السين المهملة وتشديد الياء المكسورة - على وزن فَيْعِلٍ، وقال السندي: سيبًا - بسكون الياء - من السيب - بكسر السين وسكون الياء - أي: مطرًا جاريًا ماؤه على الأرض؛ لكثرته.

وفي رواية أبي داوود: (صيبًا) - بالصاد المفتوحة وكسر الياء المشددة - من صاب المطر صوبًا؛ إذا نزل، فهو صيب على وزن فيعل.

والسيب - بالسين المهملة أو بالصاد المهملة - بمعنًى واحد.

ويجوز نصبه على الحال في الروايتين؛ أي: أنزله علينا حالة كونه سيبًا أو صيبًا؛ أي: كثيرًا ماؤه (نافعًا) أي: موافقًا للغرض غير ضار؛ أي: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك (مرتين أو ثلاثًا) من المرات (وإن كشفه الله عزَّ وجلَّ) أي: كشف الله ذلك السحاب ومحاه من السماء (ولم يمطر) ذلك السحاب (حمد الله) تعالى؛ أي: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه (على ذلك) أي: على كشف ذلك السحاب وإزالته عن السماء؛ لأنه ربما يكون ضررًا على أهل الأرض؛ بإتلاف الزروع والأشجار وإهلاك الدواب وهدم البيوت.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب

<<  <  ج: ص:  >  >>