للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا، وَالرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ".

===

في المنام مأخذًا ومرجعًا ومصدرًا لتعبيرها، فعبروها بما يناسب لمعنى ما يرى فيها؛ كأن رأى رجلًا يسمى سالمًا، فأوله بالسلامة، أو غانمًا فأوله بالغنيمة، أو رأى غرابًا فأوله بالرجل الفاسق؛ فقد سمي الغراب في الحديث فاسقًا من الفواسق الخمسة، أو رأى ضلعًا فعبره بالمرأة؛ لتسميتها في الحديث ضلعًا، ونحو ذلك.

(وكنوها) أي: عبروا الرؤيا بكنية مناسبة (بكناها) أي: بكنية ما يرى فيها، قيل: الكنى جمع كنية؛ من قولك: كنيت عن الأمر وكنوت عنه؛ إذا وريت بغيره؛ والمعنى: مثلوا لها إذا عبرتموها مثالًا وشبهًا وصورة يُلقي بها ملك الرؤيا في قلب الرجل الرائي لها في منامه؛ لأنه يكنى بتلك الصور عن أعيان الأمور التي رآها في منامه؛ كالأنهار والقصور والمعارك.

(و) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (الرؤيا لأول عابر) لها؛ أي: يكون تعبيرها تعبير من عبرها أولًا، إذا عبرها اثنان أو ثلاثة.

وعبارة السندي: قوله: "لأول عابر" أي: أنها إذا احتملت تأويلين أو أكثر، فعبرها من يعرف تعبيرها .. وقعت على ما أولها به، وانتفى عنها غيره من التأويل. انتهى.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (٧) (٣٩٦)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به.

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الواحد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>