للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".

===

زمنها، وهو في الربيع والخريف (لم تكد) وتقرب (رؤيا المؤمن) ومنامه (تكذب) بل تكون صادقة، فتكون عين ما رآه في النوم (وأصدقهم) أي: أصدق الناس (رؤيا) وهو مبتدأ، خبره: (أصدقهم حديثًا) أي: كلامًا (ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة) والقول الأول هو الصحيح.

وقال ابن العربي: والثاني لا يصح؛ إذ اعتدال الليل والنهار لا أثر له في ذلك، ولا يتعلق به معنى الحديث، إلا ما قالته الفلاسفة من أن اعتدال الزمان يعتدل به الأخلاط، وهذا مبني على تعليق الرؤيا بالطبائع، وهو باطل.

وأيضًا كلامهم مخصوص بالربيع، والقرب في الحديث إذا حمل على القرب من الاعتدال .. فهو يعم الربيع والخريف، قال: بخلاف القرب من القيامة؛ فإنها الحاقة التي يظهر فيها الحقائق، فكل ما قرب منها .. فهو أخص بالحقائق.

ونقل السيوطي في "حاشية أبي داوود" عن "مجمع الغرائب": أنه يحتمل أن يراد قرب الأجل؛ وهو أن يطعن المؤمن في السن ويبلغ أوان الكهولة والمشيب، فتكون رؤياه أصدق؛ لاستكماله تمام الحلم والأناة. انتهى "سندي".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الواحد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>