وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت) أي: أمرني ربي (أن أقاتل) وأجاهد (الناس حتى يقولوا) ويقروا بأن: (لا إله إلا الله) أي: حتى يقروا بألسنتهم ويعتقدوا بقلوبهم أن لا إله بحق إلا الله جَلَّ وعَلَا، ويقروا بألسنتهم بأني رسول الله مثلًا، ويعتقدوا معنى ذلك اعتقادًا جازمًا (فإذا قالوها) أي: قالوا كلمة الشهادتين، واعتقدوا معناها وعملوا بمقتضاها .. فقد (عصموا) وحفظوا ومنعوا وحقنوا (مني) أي: من إراقتي (دماءهم) وقتلهم (و) عصموا مني (أموالهم) أي: أَخْذَها (إلا بحقها) أي: بحق الدماء والأموال من القصاص والحدود وغرامة المتلفات (وحسابهم) أي: مناقشتهم وجزاؤهم على ما في سرائرهم (على الله عز وجل) إن خيرًا .. فخير، وإن شرًّا .. فشر، إنما عليَّ البلاغُ، وعلى الله الحسابُ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ في كتاب الإيمان، وفي كتاب الصلاة، وفي كتاب الزكاة، إلى غير ذلك، ومسلم في كتاب الإيمان، وفي كتاب فضائل الصحابة، وأبو داوود في كتاب الجهاد، باب ما يقاتل المشركون، والترمذي في كتاب الإيمان، وفي كتاب التفسير، باب ما جاء: أمرت أن أقاتل الناس، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.