(قال) أبو خلف: (سمعت أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أبا خلف الأعمى، وهو متروك متفق على تركه.
(يقول) أنس: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أمتي لا تجتمع على ضلالة) ولا تتفق عليها.
قوله:"لا تتفق على ضلالة" أي: على الكفر أو الفسق أو الخطأ في الاجتهاد، وهذا قبل مجيء الريح التي تأتي قرب القيامة (فإذا رأيتم اختلافًا) في العقائد أو الفروع .. (فعليكم) أي: فالزموا (بالسواد الأعظم) أي: بالأشخاص الكثيرة واقتدوا بهم؛ لأنهم أقرب إلى عدم الاتفاق على الخطأ.
قوله: بالسواد الأعظم" أي: بالجماعة الكثيرة؛ فإن اتفاقهم أقرب إلى الإجماع، قال السيوطي في تفسير السواد الأعظم: أي: جماعة الناس ومعظمهم الذين يجتمعون على سلوك المنهج المستقيم.
والحديث يدل على أنه ينبغي العمل بقول الجمهور.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولا شاهد له، فدرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده؛ لأن فيه أبا خلف الأعمى، وهو متروك عندهم بالاتفاق، فالحديث: ضعيف متنًا وسندًا (٩)(٣٩٨)؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستئناس به.