للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالُوا: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَأْخُذُونَ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَوَامِّكُمْ".

===

(هكذا) أي: كَالأصابعِ المشبَّكة المختلفة (وشبك) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بين أصابعه) أي: بين أصابع يديه تمثيلًا وتصويرًا لاختلافهم واختلاطهم؛ أي: يمرج بعضهم ببعض ويلتبس أمر دينهم ودنياهم، فلا يعرف الأمين من الخائن، ولا البر من الفاجر، كذا في "المجمع".

والحاصل: أن في ذلك الزمان غلب الفساد، وشاع الجهل، فلا ينجع فيه النصح، ولا يقبل قول الناصح، فحينئذٍ: يسقط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. انتهى من "البذل".

(قالوا) أي: قال الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف) توصي (بنا) وبأي عمل تأمرنا (يا رسول الله إذا كان ذلك) الزمان وأدركناه؟ فـ (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهم: إذا كان ذلك الزمان (تأخذون) أي: تفعلون (بما تعرفون) كونه من معروفات الشرع (وتدعون) أي: تتركون بـ (ما تنكرون) أي: بما تعرفون كونه من منكرات الشرع (وتقبلون) أي: تهتمون (على) إصلاح ونصيحة من كان من (خاصتكم) أي: ممن يختص بكم من الأهل والخدم، أو على إصلاح الأحوال المختصة بكم (وتذرون) أي: تتركون (أمر عوامكم) أي: تتركون إصلاح ونصيحة من لم يكن من خواصكم؛ يعني: أمر عامة الناس؛ لأن في ذلك الزمان لا ينجع النصح ولا تقبل النصيحة ولا الإرشاد.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الفتن والملاحم، باب الأمر والنهي عن السعي في الفتنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>