بكنيته، تقدم إسلامه، تأخرت هجرته فلم يشهد بدرًا، الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة اثنتين وثلاثين (٣٢ هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو ذر: (قال لي) كما في "أبي داوود"(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف) تكون (أنت يا أبا ذر وموتًا) أي: مع موت (يصيب الناس) بالمدينة لا بالحمى؛ كما في بعض الروايات؛ بل بسبب القحط، أو وباء من عفونة هواء؛ أي: ريح أو غيرها (حتى يُقوَّم) بالبناء للمفعول مع تشديد الواو المفتوحة (البيتُ) نائب فاعل له؛ من التقويم (بالوصيف؟ ) أي: بالعبدِ، قيل: المراد بالبيت: القبر؛ أي: يُباع موضع القبر بعبدٍ وصيفٍ؛ لارتفاع سعر مواضع القبور؛ لكثرة الموتى، أو حتى يبلغ أجرةُ الحافر قيمةَ العبد؛ لكثرة الأموات وقلة الحُفَّار واشتغالهم بالمعيشة، وقيل: المراد بالبيت: المتعارف؛ أي: السَّكَن.
والمعنى: أن البيوت تكون رَخيصةً؛ لكثرةِ الموت وقِلة مَنْ يسكنُها، فيباع البيت بعبدٍ، مع أن البيت عادةً يكون أكثر قيمةً من العبد. انتهى "سندي".
قال الخطابي: البيت ها هنا: القبر، والوصيف: الخادم؛ يريد: أن الناس يشتغلون عن دفن موتاهم حتى لا يوجد فيهم من يحفر قبر الميت أو يدفنه، إلا أن يعطى وصيفًا أو قيمته، والله أعلم.
وقد يكون معناه: أن يكون مواضع القبور تضيق عنهم، فيبتاعون لموتاهم القبور كل قبر بوصيف. انتهى.
وقد تعقب التوربشتي على هذا المعنى الثاني حيث قال: وفيه نظر؛ لأن