عنه:(يا بنة أخي؛ أتعجبين) من إمالة الإناء للهرة؟ لا تعجبي من ذلك؛ فإنه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها) أي: إن الهرة (ليست بنجس؛ هي) أي: ذكورها (من الطوافين) عليكم (أو) إناثها من (الطوافات) عليكم فـ (أو) للشك من الراوي.
قوله:(من الطوافين أو الطوافات) قال السندي: هو شك من الراوي، وبيانه أن ذكورها من الطوافين، والإناث من الطوافات، والجمع بالواو والنون في الذكور تشبيه له بالعبيد والخدم العقلاء الذين يدخلون على الإنسان ويطوفون حوله للخدمة، وهذا إشارة إلى علة الحكم بطهارتها؛ وهي أنها كثيرة الدخول عليكم، ففي الحكم بنجاستها حرج مدفوع.
وظاهر هذا الحديث وغيره: أنه لا كراهة في سؤرها وعليه العامة، ومن قال بالكراهة .. فلعله يقول: إن استعمال النبي صلى الله عليه وسلم السؤر .. كان لبيان الجواز، واستعمال غيره لا دليل فيه، وفي "مجمع البحار": الحنفية خالفوه، وقال: لا بأس بالوضوء بسؤر الهرة. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطهارة (٣٨)، باب سؤر الهرة، رقم (٧٥)، والترمذي في كتاب الطهارة، باب (٦٩) ما جاء في سؤر الهرة، رقم (٩٢)، والنسائي في كتاب الطهارة (٥٤)، باب في سؤر الهرة، رقم (٦٨ - ٢٤١)، وأحمد والدارمي.
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح، صححه البخاري والعقيلي وابن خزيمة وابن حبان والحاكلم والدارقطني، كما سيأتي قريبًا، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.