وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن عمرو، وله أوهام كان كان صدوقًا.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): والله الذي لا إله إلَّا هو؛ (لتتبعن) ولتسلكن (سنة من كان قبلكم) من اليهود والنصارى؛ أي: لَتَقْتَدُنَّ بهم في أهوائهم ومبتدعاتهم وخرافاتهم التي تخالف شرعكم (باعًا بباع) أي: في باع بعد باع (وذراعًا بذراع) أي: وفي ذراع بعد ذراع (وشبرًا بشبر) أي: وفي شبر بعد شبر.
والباع: ما بين أطراف أصابع اليدين إذا مدتا من الجانبين، والذراع: ما بين المرفقين وأطراف أصابع اليدين، والشبر: ما بين طرف الإبهام وطرف الخنصر.
قوله:(حتى لو دخلوا) غاية للاقتداء بأحدهم، وجواب (لو) سيأتي؛ أي: حتى لو دخلت اليهود والنصارى (في جحر ضب) وحفيرته ... (لدخلتم) أنتم (فيه) أي: في ذلك الجحر؛ لحرصكم على مطابقتهم في جميع أفعالهم الخبيثة وأحوالهم الدنيئة (قالوا) أي: قالت الصحابة الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله) أتريد بمن كان قبلنا (اليهود والنصارى) أو هم غير اليهود والنصارى؟ (قال) لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فمن) أريد بمَنْ قبلكم (إذًا؟ ! ) أي: إذْ لَمْ أرد اليهود والنصارى؛ أي: بل هم مرادي بمن كان قبلكم.