للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

منه) أي: من الماء الذي في الإناء، (فجاءت هرة، فأصغى لها الإناء) أي: أمال أبو قتادة للهرة الإناء حتى يسهل عليها الشرب، قالت كبشة: (فرآني) أبو قتادة، والحال أني (أنظر إليه) أي: إلى شرب الهرة الماء نظر المنكر أو المتعجب.

(فقال) لي أبو قتادة: (يا بنة أخي) المراد أخوة الإسلام، ومن عادة العرب أن يدعو بيا بن أخي ويا بن عمي وإن لم يكن أخًا أو عمًا له في الحقيقة (أتعجبين) من الهرة أو من إمالتي إليها الإناء؟ لا تعجبي من ذلك؛ فإنه قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها) أي: إن الهرة (ليست بنجس) يعني: نجاسة مؤثرة في نجاسة الماء، وهو مصدر يستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع والمفرد، ولو قيل: بكسر الجيم .. لقيل: بنجسة؛ لأنها صفة لهرة.

وقوله: (إنها من الطوافين عليكم) جملة مستأنفة فيها معنى العلة؛ إشارة إلى أن علة الحكم بعدم نجاسة الهرة هي الضرورة الناشئة من كثرة دورانها في البيوت ودخولها فيها بحيث يصعب صون الأواني عنها؛ والمعنى: أنها تطوف عليكم في منازلكم ومساكنكم فتمسحونها بأبدانكم وثيابكم، ولو كانت نجسة .. لأمرتكم بالمجانبة عنها، وفيه: التنبيه على الرفق بها واحتساب الأجر في مواساتها، والطائف: الخادم الذي يخدمك برفق وعناية، وجمعه: الطوافون، وفي رواية أبي داوود: (والطوافات) بالواو، قال السيوطي: يريد أن هذا الحيوان لا يخلو أن يكون من جملة الذكور الطوافين أو الإناث. انتهى من "العون".

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>