تستغفروا فلا يغفر لكم، إن الأمر بالمعروف لا يقرب أجلًا، وإن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لعنهم الله تعالى على لسان أنبيائهم، ثم عمَّهم البلاءُ". انتهى بنصه.
وقال عمر: إن الزاهد من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. نزعت منه الطاعة، ولو أمر ولده أو عبده .. لاستخف به، فكيف يستجاب دعاؤه من خالقه؟ !
وأخذ الذهبي من هذا الوعيد أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الكبائر.
قال ابن العربي: والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلٌ في الدين، وعُمدةٌ من عُمَدِ المسلمين، وخلافةُ رب العالمين، والمقصودُ الأكبرُ مِن فائدة بَعْثِ النبيين، وهو فرض على جميع الناس، مَثْنَى وفُرادى، بشرط القدرة والأمن.
قال البوصيري: وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده ومتنه، ورواه البيهقي في "سننه الكبرى" من طريق أبي الدلال عن هشام بن سعد، وسياقُه أتم، ورواه ابن حبان في "صحيحه"، وأحمد في "مسنده"، و"المسندِ الجامع".
ودرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة بحديث أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، فقال: