(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) جابر: (لما رَجَعَتْ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرة البحر) الحبشي؛ يعني: رجعوا من الحبشة إلى المدينة.
قوله:(مهاجرة البحر) فاعلُ (رجعَتْ)، والمراد بـ:(البحر): البحر الأحمر، والمهاجرة - بكسر الجيم جمع مهاجر - أي: لما رجعت الجماعة المهاجرون إلى الحبشة في طريق البحر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في المدينة .. (قال) لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ألا تحدثوني) وتخبروني (بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ ) والأعاجيب جمع أعجوبة؛ كاضاحيك جمع أضحوكة؛ أي: ألا تخبروني أيها المهاجرون إلى الحبشة بأعجب ما رأيتم من أعاجيب الحبشة؟
(قال فِتية): جمعُ فَتًى؛ وهو الرجل الشاب؛ كصبية جمع صبي؛ أي: قالت جماعة شَبَبةٌ (منهم) أي: من المهاجرين إلى الحبشة: (بلى) نخبرك بها (يا رسول الله) منها: أنه (بينا نحن جلوس) في مجالس أرض الحبشة (مرَّتْ بنا) أي: علينا (عجوز) أي: امرأة كبيرةُ السن (من عجائز رَهَابِينِهم) جمع عجوزة؛ والرهابينُ جمع رهبان؛ وهم عُبَّاد النصاري، حالة كونها (تحمل على رأسها قُلَّةً) - بضم القاف وتشديد اللام - أي: قِربة مملوءة (من ماء) والقلة: ما يسع نصفَ خمس مئة رطل (فمرت) تلك العجوزة الحاملة لِلقُلَّة