للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة.

وقد سبق تخريج هذا الحديث للمؤلف في كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة العيدين رقم (٣٥٧)، حديث رقم (١٢٤٩).

قال القرطبي: والقول بأن أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان بن الحكم .. هو أصح ما روي في أول من قدم الخطبة قبل الصلاة؛ كما يدلُّ عليه قول مروان للرجل: (قد ترك ما هنالك).

وروي أول من فعل ذلك عمر، وقيل: عثمان، وقيل: ابن الزبير، وقيل: معاوية رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

قلت: وبعيد أن يصح شيء من ذلك عن مثل هؤلاء؛ لأنهم شاهدوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصلوا معه أعيادًا كثيرة.

والصحيح المنقول عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمتواتر عند أهل المدينة: تقديم الصلاة على الخطبة، فكيف يعدل أحد منهم عما فعله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وداوم عليه إلى أن توفي؟ ! فإن صح عن واحد من هؤلاء أنه قدم ذلك .. فلعله إنما فعله؛ لما رأى من انصراف الناس عن الخطبة تاركين لاستماعها مستعجلين، أو ليدرك الصلاة من تأخر وبعد منزله، ومع هذين التأويلين، فلا ينبغي أن تترك سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمثل ذلك، وأولئك الملأ أعلم وأجل من أن يصيروا إلى ذلك.

وأما مروان وبنو أمية .. فإنما قدموها؛ لأنهم كانوا في خطبهم ينالون من علي رضي الله تعالى عنه، ويسمعون الناس ذلك، فكان الناس إذا صلوا معهم ..

<<  <  ج: ص:  >  >>