للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

نتيجة حصول اليقين؛ فإن الكفر سبب الخلود في النيران، فالمؤمن يكرهه؛ كما يكره النار؛ لملازمته إياها، فصار لقوة اليقين يتخيل أن الدخول في الكفر دخول في النار، فكرهه كراهيتها، وإذا فعل هذا في الكفر .. فعله في سائر المعاصي؛ لمشاركتها له في السببية لاستحقاق النار.

وما يفرق به من احتمال العفو .. مقابل باحتمال عدمه، فالعاقل يفر بمجرد احتمال الوقوع في أدنى شيء من المعاطب الدنيوية، فكيف باحتمال الوقوع في هول الآخرة وعذابها الذي لا طاقة لمخلوق عليه، إن أريد بالكفر: الكفر المقابل لأصل الإيمان، وأما إن أريد به: كفر النعم، وعدم القيام بشكرها، وهو الظاهر .. تناول حينئذٍ بلفظه جميع المعاصي، والمراد بالعود في الكفر: مطلق الصيرورة والتلبس به، سواء تقدم اتصافه به أم لا. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، وفي كتاب الأدب، باب الحب في الله، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن .. وجد حلاوة الإيمان، والترمذي في كتاب الإيمان، باب رقم (١٠)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، وأحمد في "المسند".

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث سعد بن أبي وقاص.

ثم استشهد المؤلف حادي عشره لحديث سعد بن أبي وقاص بحديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>