مهمة في إعراب (لتنتقون): من انتقى الخماسي، مسند إلى واو الجماعة؛ من الانتقاء؛ وهو الاصطفاء والتصفية.
فتقول في إعرابه:(اللام) موطئة للقسم مبنية على الفتح (تنتقون) فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع، وعلامة رفعه ثبات النون المحذوفة؛ لتوالي الأمثال مع نوني التوكيد، أصله:(لَتُنْتَقَوُوْنَ) بواوين؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية: واو والجماعة، فإما أن تقول: استثقلت الضمة على لام الفعل فحذفت؛ لاستثقالها، أو تقول: تحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا.
وعلى كلا التقديرين: التقى ساكنان: (الواوان) على التقدير الأول، و (الألف) و (الواو) على التقدير الثاني، فحذف أول الساكنين فصار (لَتُنْتَقَوْنَ) ثم أكد بالنون الثقيلة، فصار (لَتُنْتَقَوْنَنَّ) بثلاث نونات، فحذفمت نون الرفع لفظًا؛ لتوالي النونات، فالتقى ساكنان:(واو الجمع) و (نون التوكيد المدغمة) وتعذر حذف إحداهما، فحركت (الواو) بحركة تجانسها؛ وهي (الضمة) ولم تحرك (النون) محافظة على الأصل، ولعروض (الضمة) لم تنقلب (الواو)(ألفًا) لتحركها وانفتاح ما قبلها، وحيث حذفمت (نون الرفع) لتوالي الأمثال، وهي مقدرة الثبوت؛ لأنها علامة الرفع، و (الواو) ضمير لجماعة الذكور المخاطبين في محل الرفع نائب فاعل، مبني على السكون المقدر الممنوع بالضمة المجلوبة لمناسبة الواو، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فقال: