للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ".

===

الساعة) أي: قُدَّامهَا (أيام) أي: أزمان، بالرفع اسم يكون مؤخرًا، وخبرها الظرف المقدم (يرفع فيها) أي: يقبض في تلك الأيام (العلم) بقبض أرواح العلماء، فلا يبقى منهم أحد، فيأخذ الناس رؤوسًا جهالا، فيفتون بغير علم؛ كما ورد في الحديث المشهور (وينزل) أي: يكثر (فيها) أي: في تلك الأيام (الجهل) يعني: الموانع المانعة من الاشتغال بالعلم الشرعي؛ كهذا الزمان الفاسد باتباع اليهود والنصارى. انتهى "مناوي" بزيادة.

(ويكثر فيها) أي: في تلك الأيام (الهرج) - بفتح الهاء وسكون الراء - وفسر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الهرج حين سألوه، فقال: (والهرج: القتل) ظلمًا، وذكر تفسيره في الحديث السابق، وذكر صاحب "المحكم" للهرج معاني أخرى، ومجموعها تسعة:

شدة القتل، وكثرة القتل، والاختلاط، والفتنة في آخر الزمان، وكثرة النِّكَاح، وكثرة الكذب، وكثرة النوم، وما يرى في النوم غير منضبط، وعدم الإتقان للشيء.

وقال الجوهري: أصل الهرج: الكثرة في الشيء؛ يعني: حتى لا يتميز، كذا في "الفتح" (١٩/ ١٣).

والحديث علم من أعلام النبوة؛ فقد وقع كلّ شيء من الأشياء المذكورة، وهي كلها مشاهدة موجودة في هذه الدار على وجه الكمال، ويزداد كلّ يوم أمر من هذه الأمور في العلم لا سيما في هذا الزمان الحاضر. انتهى من "الإنجاز".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الفتن، باب ظهور الفتن، ومسلم في كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه، والترمذي في

<<  <  ج: ص:  >  >>