للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وسنده موصول لا منقطع؛ كما قد قِيل؛ كما سنُبينه قريبًا.

(قال) النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بين يدي الساعة) أي: قدام القيامة (مسخ) للصورة الظاهرية أو للقلوب الباطنية (وخسف) أي: ذهاب في عمق الأرض (وقذف) أي: رمي بالحجارة من جهة السماء، قال التوربشتي: هذا من باب التغليظ والتشديد.

قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع؛ سيار أبو الحكم لَمْ يحدث عن طارق بن شهاب، قاله الإمام أحمد بن حنبل، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن حبان في "صحيحه".

وقال الألباني في "الصحيحة" (٤/ ٣٩٢): وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير سيار هذا؛ وهو أبو حمزة الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه جمع، وأعله البوصيري في "الزوائد" بالانقطاع بين سيار وطارق، وليس بشيء؛ لأنه بناه على أن سيارًا هذا هو أبو الحكم، وليس هو به.

نعم؛ كان بشير بن سليمان الراوي عن سيار يقول فيه أحيانًا: سيار أبو الحكم، وهو وهم منه؛ كما قال أحمد بن حنبل وغيره، وهو في هذا الحديث لَمْ يهم؛ كما ترى، ولو وهم .. لبين وهمه، فلا يُعلُّ بالانقطاع، ثم إن الحديث له شواهد كثيرة تشهد لصحته؛ منها ما روي عن عائشة وعمران بن حصين وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وسهل بن سعد وجابر بن عبد الله وأبي هريرة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده؛

<<  <  ج: ص:  >  >>