(فلا تُقرِئه) يا أيها الرجل (مني) أي: من جهتي (السلام) أي: لا ترد سلامه عليَّ عليه؛ لأن رد سلام المبتدعِ لا يجب على من سلم هو عليه (فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يكون في أمتي) أي: أمة الإجابة (أو) قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يكون (في هذه الأمة) المحمدية (مسخ) على صورة أقبح من صورهم (وخسف) أي: غور في الأرض (أو قذف) أي: رمي بالحجارة من جهة السماء (وذلك) المذكور من المسخ والخسف والرمي واقع (في أهل القدر) وفي "المشكاة": وذلك في المكذبين بالقدر.
تبين بهذا الحديث أن القدرية المذمومة إنما هي المكذبة بالقدر، لا المؤمنة به؛ كما زعمت المعتزلة، ونسبوا أهل السنة والجماعة إلى القدرية.
وقوله:(ذلك) في الحديث ما يدلُّ على استحقاق ما سبق من الخسف والمسخ؛ لأجل ما بعده من التكذيب، فتكون هذه الأمور في هذه الأمة؛ كما في سائر الأمم، خلاف قول من زعم أن ذلك لا يكون مطلقًا، إنما مسخها بقلوبها، وأما ما رُوِيَ من رفع الخسف والمسخ عن هذه الأمة .. فالمراد به: رفع المسخ والخسف العامَّين، فافهم. انتهى.
قال الطبيي: قوله: (فلا تقرئه مني السلام) كناية عن عدم قبول سلامه؛ لأنه مبتدع. انتهى، وقال القاري في "المرقاة": والأظهر: أن مراده: ألا تُبلِّغَه مني السلام أو لا تَرُدَّهُ؛ فإنه ببدعته لا يستحق جواب السلام، ولو كان من أهل الإسلام.
وقال ابن حجر:(لا تقرئه مني السلام) لأنا أُمرنا بمهاجرة أهل البدع، ومن