خراسان) أخرج ذلك أحمد والحاكم من حديث أبي بكر، وفي أخرى:(أنه يخرج من أصبهان) أخرجها مسلم. انتهى.
قلت: أخرج مسلم من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة" وهذه الرواية ليست بصريحة في أن الدجال يخرج من أصبهان، ولم أجد في "صحيح مسلم" روايةً صريحة في خروجه منها. انتهى من "تحفة الأحوذي".
(يتبعه) - بسكون التاء وفتح الباء - أي: يلحقه ويطيعه (أقوام كأن وجوههم) في الإدارة (المجان) - بفتح الميم وتشديد النون - جمع المجن - بكسر الميم - وهو الترس (المُطْرَقة) أي: المُلبسة جلدًا؛ أي: المخيطة على ظهرها الجلدُ - بضم الميم وسكون الطاء - من أَطْرقَ الرباعيِّ؛ من باب أكرم.
وقال السيوطي: روي بتشديد الراء؛ مِنْ طَرَّقَ المضاعف؛ كالمكرَّمة، وتخفيفها؛ مِن أطرق الرباعي، فهي اسم مفعول؛ من أَطْرَقَه - بتخفيف الراء - أو طرَّقَه - بتشديدها - أي: جَعَل الطَّرْقَ؛ أي: الجلْدَ على وجه التُّرْس؛ أي: على ظهره؛ والطِّراقُ - بكسر الطاء -: الجلدُ الذي يُقَطَّعُ على مِقدار التُّرس، فَيُلْصَقُ على ظهرِه.
والمعنى: أنَّ وجوههم عريضة، ووجناتهم مرتفعة كالمجنة، وهذا الوصف إنما يوجد في طائفةٍ من (الأَتْرَاكِ) و (الأَزْبَكِ) ما وراء النهر. انتهى منه.
قال السندي:(المُطْرَقَة) بالتخفيف: اسم مفعول؛ من الإطراق، وروي بفتح الطاء وتشديد الراء؛ والترس المُطْرَقُ: هو الذي جُعل على ظهره طِراق؛ والطِّراق - بالكسر -: جلد يُقطَّعُ على مقدار التُّرْس، فَيُلْصَقُ على ظهره، شبَّه وجوههم بالتُّرس؛ لِبَسْطِها وتَدْوِيرِها، وبالمُطرَّقِة؛ لِغلَظِها وكَثْرةِ لَحمِها.